التنصير الحديث في أفريقيا وخلفيته التاريخية وبعض وسائله

الفاروق

عضو مميز
صقور الدفاع
إنضم
10 سبتمبر 2008
المشاركات
1,616
التفاعل
125 0 0




الكاتب : د. الناصر أبوكروق





تهدف هذه الورقة إلى شرح ومعرفة بعض الوسائل الحديثة التي اتخذتها المنظمات التنصيرية والكنائس في أفر يقيا لتنصير المسلمين خاصة وذلك أولاً بمعرفة الخلفيات التاريخية التي أدت إلى هذه الوسائل العصرية الحديثة ثم معرفة بعض هذه الأساليب ثم بعد ذلك تحاول الورقة اقتراح بعض التوصيات التي يمكن أن توقف هذا الزحف ألتنصيري على ديار المسلمين وسوف تتخذ الورقة ثلاث محاور :المحور الأول هو الخلفية التاريخية التي قد تؤدي إلى فهم المقاصد والدوافع والأساليب التي تتخذها حركة التنصير في إفريقيا والمحور الثاني يتحدث عن بعض محاور التنصير الحديث والمحور الثالث يتناول المقترحات والتوصيات التي يمكن أن تساعد في مواجهة هذا الخطر التنصيري الداهم على بلاد المسلمين في إفريقيا.

1) الخلفية التاريخية:
يبدأ تاريخ التنصير في إفريقيا ، ربما منذ ظهور المسيحية أي في القرن الأول الميلادي ، منذ أن أسس القديس ماركس الإنجيلي كنيسة الإسكندرية وقد مرت حركة التنصير بتطورات ومراحل عدة منذ ذلك الزمن ولازالت حتى الوقت الحاضر تتطور وتتفاعل وتغير في أسلوبها مع تغير الظروف والمستجدات والأحداث ولكنها مع ذلك ظلت في جوهرها هي حركة التنصير والتي عناها النصارى الأول وهي نشر (بشارة الملكوت) أي الإنجيل وإيصالها لغير المؤمنين بها بغية إدخالهم في بيت (المسيح الرب) وتعميدهم وتنصيرهم ومنذ أن ظهر الإسلام في القرن السابع الميلاد ي في جزيرة العرب ثم بدأت حركة انتشاره الكبرى في العالم القديم بدأ الصراع بينه وبين النصرانية وخاصة في الميدان الإفريقي ، وهو صراع مستمر لم تخمد جذونه يوماً من الأيام ولا تزال هذه الجذوة متقدة.
اتصل الإسلام بإفريقيا منذ سنواته الأولى حيث مثلت هجرت المسلمين الأوائل إلى الحبشة أول اتصال بالأرض الإفريقية وكان ذلك قبل أن يدخل الإسلام يثرب (المدينة المنورة) نفسها ثم بدأت موجة الفتوحات الإسلامية الأولى في عهد الراشدين والعهد الأموي فعم نور الإسلام مصر والشمال الإفريقي ثم نفذ عبر الصحراء إلى غرب إفريقيا بواسطة الدعاة والتجار والفاتحين والهجرات وكذلك اتخذ سبيله عبر البحار إلى شرق إفريقيا بواسطة الهجرات التي تدفقت نحو ساحل السواحيلي في شرق إفريقيا.ولم يمض زمن وجيز حتى كان كل حزام السودان من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر وساحل السواحيلي من الحبشة وحتى (صوفالا) قد أصبحت أرض إسلام شيدت فيها دول وممالك ومؤسسات إسلامية وتأصلت فيها دولة الإسلامية وشريعته وفكرة وتقبلت القبائل الوثنية الزنجية دين الإسلام في سهولة ويسر وترحاب حتى إذا ما بدأت حركة التنصير الحديث بعد الكشوفات الأوربية لإفريقيا في غربها وشرقها وجدت الإسلام قد أصبح (ديناً إفريقيا ) تأصلت مبادئه وشرائعه ، دولة إ أفريقية وطنية ودعاته وعلماؤه إفريقيون سود وسمر ولذلك ما فتئ أن بدأ الصراع المستر في الأرض الأفريقي كان خياراً إسلامياً وفي صالح الإسلام وذلك للأسباب الآتية :
* بساطة الإسلام التي تتماشى مع الطبع الأفريقي فهو لا يحتاج إلى طقوس وتعقيدات خاصة بالتعميد كما في النصرانية فيكفي أن ينطبق الشخص بالشهادة ليدخل الإسلام وهو أمر عن التعقيدات والحيل اللاهوتية –ولا يحتاج لأي مستوى ذهني معين من الذكاء والفطنة بل يمكن يفهم مدلولة أي شخص.
*شعائر الإسلام المبسطة والملازمة للشخص يومياً مثل الصلاة والوضوء تؤدي إلى ارتباط الإنسان به فالمرء كما يذكر(مونتسيكو) في روح القوانين أكثر ارتباطاً بالدين الحافل بالشعائر لأنها تذكر يومية مستمرة له.
*سماحة الإسلام ومبدأ الحرية السائد فيه وعدم إكراهه للناس ليعتنقوه جعلت الإفريقيين الذين يعشقون الحرية والتي جبلوا عليها، إذ هي جزء من فطرتهم، يقبلون الإسلام ولعل التاريخ يدلنا على سماحة الإسلام وعدم إكراهه للناس، خاصة في إفريقيا، في قصة موسى بن ميمون اليهودي الذي أكرهه الموحدون على الإسلام ثم ارتد وفر إلى مصر فبرأه عبد الرحيم بن علي القاضي الأيوبي ولم يقم عليه حكم الردة لأنه أصلاً أكره على الإسلام.
*الديانات الوثنية التقليدية في إفريقيا بها مايشابه المعتقدات الإسلامية فمعظم القبائل الوثنية في إفريقيا جنوب الصحراء تؤمن بإله واحد يسيطر على الكون ولكنهم يتخذون الأوثان والطوطمية والأسلاف وسطاء ، لهذا الإله المتكبر في عليائه فنجد مثلاً قبائل الباميرا في كينيا تسمى هذا الإله الأعظم (فارو) وتسميه قبائل الأشانتي في غانا (نانا) كما يسميه الكيوكيو في كينيا (مولونجو) ويسميه الدينكا في السودان (نيال) كما يسميه (الزولو) في جنوب إفريقيا (كانكوكو).
أضف لذلك أن هناك قصصاً وأساطير عند هذه القبائل الإفريقية نابعة من ديانتهم الوثنية هذه تشبه قصص القرآن الكريم مع الوضع في الاعتبار أن قصص القرآن الكريم هي الحق وتلك أساطير، ولكن تقارب هذه القصص للهدى القرآني يدل على أن الفطرة السليمة تحاول أن تصل إلى الهداية الفطرية السليمة حتى قبل أن يصل إليها دين التوحيد فمثلاً قبائل التشاجا في تنزانيا تري أن الله غضب على أعمال البشر فأهلكهم ماعدا قلة وهذه تشبه قصة طوفان سيدنا نوح عليه السلام كما أن قبائل البامبورت والميرو في كينيا تعتقد أن الله حرم أكل شجرة معينة على الإنسان ولكنه عصى وهذه قصة سيدنا آدم عليه السلام عليه السلام وإلى غير ذلك من هذه القصص التي كانت منتشرة في الأديان الإفريقية ولذلك ربما قربت هذه الحقيقة الشقة بين الإفريقي والإسلام.
*اندمج الإسلام في العادات الإفريقية وأبقى على عادة التعدد في الزواج بعد تنظيمها وأعطى المرأة مكانة سامية ولم يحاول تحطيم الوحدة القبلية الإفريقية يحس أنه مساو لأخيه المسلم خارج إفريقيا وأنه أصبح مرتبطاً بعالم متوحد مترابط ربه واحد وقبيلته واحدة يمتد خارج إفريقيا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
كل هذه المعطيات جعلت الأفارقة يندفعون نحو الإسلام ويعتنقونه في حرية وسهولة ويسر ثم يتغلغل في أفئدتهم وتتعمق جذوره في أنفسهم مما جعلهم يتحمسون له ولدعوته ويستشهدون في سبيل نصرته ومن هذا المنطق فإن الإسلام يبذ النصرانية في كل شئ فهذه معقدة في طقوسها وغريبة عن الطبع الإفريقي ويحملها قوم بيض يختلفون عن الأفارقة في كل شئ حتى كانت عندهم هي (ديانة الرجل الأبيض)،المتعالي في كل شئ وقد شهد بذلك جاك مدلسون في كتابه (الله والرب وجوجو)-لقد اندمج الإسلام بسهولة في الثقافة التقليدية الإفريقية إذ أبقى على التعدد في الزواج مع تنظيمه ،إذ أنه لاتوجد مكانة اجتماعية لا مرأة غير متزوجة في إفريقيا .. والهوة ليست سحيفة بين المسلم في إفريقيا والمسلم خارج إفريقيا مثل ماهو موجود بين المسيحية الأوربية والمسيحية الأفريقية وكان الاتصال برجال الدين الإسلامي سهلا ً وميسوراً لوجود المساواة في الإسلام تماثيل لرب أو مسيح أو ملائكة بيضاء أو مريم العذراء أو نصب أو كتب قصص توحي بأن أبطال الخلاص المقدس غير سود.. ويضيف كاتب آخر هو موريلي(E.J.Morale) أن الإسلام قد طالب الإفريقي بستر العورة ، وارتداء الملابس ونظم الأسرة بتنظيم علاقات الزواج والطلاق والميراث ومكانة الأب وعلاقته بالأبن واحترام الكبير..أدخل فن القراءة والكتابة.
*ثم دخلت النصرانية في التاريخ الحديث بعد الكشوفات الجغرافية يحملها الرجل الأبيض (ابرتقال) في غرب إفريقيا وشرقها ومرت في صراعها مع الإسلام بمراحل وتطورات عدة وقد فشلت فشلاً ذريعاً في تنصير المسلمين في غرب إفريقيا وشرقها في مرحلتها الأولى منتصف القرن الخامس عشر وحتى منتصف القرن الخامس عشر وحتى منتصف التاسع عشر حين مارست التنصير المباشر لديار المسلمين ولم ينجح البرتغال الكاثوليك المتعصبون في مهمتهم التنصيرية في ديار المسلمين شرقاً وغرباً وكان أبلغ دليل على فشلها ثورة السلطان يوسف بن الحسن سلطان ممباسا 1630م والذي أخذه البرتغاليون صغيراً إلى مستعمرتهم (قاو) في الهند ونصروه ثم أعادوه شابا إلى ملك أباه بعد أن فرضوا عليه التنصير ولكنه ما إن عاد حتى رجع إلى الإسلام وثار ثورة كبرى ضد البرتغال وبهذا ورغم الحرب الصليبية التي شنها البرتغاليون شرقاً وغربا فإنهم فشلوا فشلا ذريعا طيلة أربعة قرون من الزمان وان أصابوا قليلا من النجاح وسط الوثنيين على سواحل غرب إفريقيا وبعض مناطق الداخل في موزمبيق والجنوب الإفريقي.
بعد ذهاب البرتغال ودخول مذاهب وجنسيات أخرى وبعد ظهر تطورات أخرى في أوربا الغربية أهمها ظهور الثورات الكبرى كالفرنسية والصناعية وظهور تطورات اقتصادية واجتماعية وثقافية كبرى تبعا لذلك مثل حركة تحرير الرق تغير أسلوب التنصير في غرب وشرق إفريقيا ودخلت انجلترا وأمريكا بمذهبهم البروتستانت وكنائسها الحديثة التي بدأت تنافس روما والبابوية في استقطاب المنصرين الجدد ورغم تغيير الأسلوب حيث استعانت كنائس انجلترا بطبقة (الكير ول) الجديدة في غرب إفريقيا وهي طبقة مهمة ثقافياً ومكونة من الأرقاء المحررين في انجلترا وأمريكا ورغم الأسلوب المرن المنفتح الذي اتخذه القس جون لويس كرابق والذي أوفدته الكنيسة الأسقفية الإنجليزية في شرق إفريقيا حين استفاد من أخطاء البرتغاليين ورومي إلى مهادنة المسلمين وخطب ود زعمائهم بل والاتجاه إلى مناطق الوثنيين إلى الداخل إلا أن التنصير مرة أخرى لم يؤت أكله في ديار المسلمين وكان الإسلام هو الصحوة التي تكسرت عليها كل محاولات المبشرين لفرس يذره المسيحية وسط المسلمين وإن أفلحوا هذه المرة يفضل دهاء كرايف وأتباعه وحلفائه مثل لفنجستون وستانلي في شرق إفريقيا في يذر يذره المسيحية وسط القبائل الوثنية في كينيا ويوغندا وبعض مناطق وسط وشرق إفريقيا كما أن إرسالية الكنيسة التبشيرية التي ينتمي إليها .كرايف ثم إرسالية الجامعات لوسط إفريقيا والجمعية الجغرافية الإنجليزية التي ينتمي إليها لفنجستون وستانلي كلها قامت بمجهود ضخم في سبيل دراسة البيئة الاجتماعية والطبيعية إضافة لدراسة اللغات واللهجات المحلية والديانات التقليدية الإفريقية ، إضافة للدراسات الإثنية والأنتروبلوجية للقبائل الإفريقية المختلفة في المنطقة كل ذلك قدم خدمة ممتازة للجهود التنصيرية الحديثة وهيأت المناخ المناسب لغرس النصرانية بأسلوب (علمي) حديث مختلف عن كل الأساليب السابقة.
* ثم بدأت الهجمة الاستعمارية الشرسة على إفريقيا والعالم الإسلامي بعد أن مهد لها المبشر وعميل
الشركة والأنتروبولوجي الذين كانوا ينظرون جمععهم للإفريقي مشروعاً مشتركاً وإن اختلفت أسبقياتهم فكان الإستعمار الأوربي الحديث حلقة من حلقات التنصير ومرحلة من مراحل الحرب الصليبية على الإسلام ولعل هذه الحقيقة تظهر بوضوح في استعمار فرنسا للجزائر إذ دون مواربة أو تموية يصرح كليرمون وزير الحربية الفرنسية غداة احتلال الجزائر سنة 1980م بما نصه:(لقد أرادت العناية الإلهية أن تتأثر حمية جلالتكم للقضاء على ألد أعداء النصرانية ،ولعله لم يكن من باب المصادفة أن يدعي لويس (التقي) لكي ينتقم للدين وللإنسانية وربما يسعدنا الحظ لنشر المدنية بين المكان الأصليين وندخلهم النصرانية ).
*ما أن ألقى الاستعمار ظله على ديار الإسلام حتى بدأت القوى الأوروبية النصرانية المستعمرة سواء كانت كاثوليك أو أبروتستانت تضرب بمعاولها الهادمة بكل قسوتها قلب الأصالة والهوية الإسلامية للشعوب المسلمة في شتى البقاع التي استعمرتها وخاصة في إفريقيا ولاشك أن ذلك الحصان الأسود للحقد الصليبي على الإسلام الذي مارسته الدول المستعمرة في إفريقيا لا يمكن حصره كاملاً في هذا المجال الضيق ولا لكن يمكن إيراد أمثلة ومعالم وخطوط عريضة وضع حد لحركة الإصلاح الإسلامي بالقوة المسلحة وإجهاض كل حركة وطنية أساسها الدين في مهدها وذلك لإدراك الاستعمار أن القوة الأساسية التي تواجهه في بلاد الإسلام هي الإسلام نفسه وقد جرب ذلك في طول القرن التاسع عشرفي حركات عبد القادر الجزائر ي والسنوسي في ليبيا والخطابي في المغرب والمهدي في السودان وعثمان دلن فوديو في نيجريا وغيرها ولذلك هدف إلى الحيلولة بين المسلمين واتخاذ الإسلام سبيلاً لجهاد الأعداء بالطريقة الواضحة أو المستترة أي بالتخلص من القيادات بالقتل أو بالنفي أوبإجهاض روح الدين بضرب التعليم الإسلامي والحياة الاجتماعية الإسلامية المستندة في كل تفصيلاتها على الإسلام وهذا يتسنى بعزل التعليم الإسلامي و تهميشه وإبعاد الإسلام ماأمكن عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمعيشي للمسلمين .
2)إعادة تشكيل الخريطة السكانية والبنية الاجتماعية لسكان البلاد كما فعلت فرنسا في الجزائر حين استقدمت المستوطنين الفرنسيين إلى الجزائر التي اعتبرتها جزءاً منها وطردت المسلمين من ديارهم وأراضيهم الخصبة وملكتها الفرنسيين بل سعت إلى اقتلاع الهوية الإسلامية مباشرة حين سنت قانون (التجنس) وفي تونس والذي كان يعني اتخاذ الجنسية الفرنسية ومن ثم تذويب الهوية الإسلامية وقطع الصلة بين المسلمين ودينهم وتراثهم.
3)محاولات الفصل العرقي بين القوميات الإسلامية وإحياء النعرات القبلية في كل مكان دنسته القدم الاستعمارية وقد تخصصت انجلترا في ذلك بقاعدتها المعروفة (فرق تسد ) ولعل قانون المناطق المقفولة في السودان كون مثالاً حياً لذلك وكذلك محاولات فرنسا في السنغال لفصل الجنوب عن الشمال ومحاولات إيطاليا في الصومال.
4)ضرب اللغة العربية الظهير المساند للدين الإسلامي ولغة القرآن والتي من غيرها لايمكن أن ينشر الإسلام ويزدهر وقد عرف المستعمرون الصليبيون هذه الصلة العضوية فحاولوا كل جهدهم لإقصاء اللغة العربية من الميدان بجعل الإنجليزية والفرنسية والإيطالية هي اللغة الرسمية للدولة واللغة الفاعلة في المجتمع ولغة الطبقات الحديثة الفاعلة والقائدة في المجتمع وضربوا اللغة العربية في شمال وغرب وشرق ....كما فعلت فرنسا حين أصدرت (الظهير البربري ) وأحيت (الأمازيقية) عند البربر وطمست اللغة العربية وكما حد ث في منطقة الهوسا حين استبدلت بالحروف العربية الحروف اللاتينية وفي شرق إفريقيا حين كتبت السواحيلية بالأحرف اللاتينية.
5)فتحت القوى الاستعمارية الباب على مصراعيه للمبشرين النصارى من كل مذهب وملكتهم وسائل التعليم لحد كبير حتى كان 95%من التعليمي في إفريقيا جنوب الصحراء تحت إشراف الكنائس والبعثات التبشيرية وقد هدفت البعثات التبشيرية في تلك المرحلة إلى عدة أهداف منها :
(أ) المساهمة الفاعلة في تعليم المسيحيين في الدول الأفريقية مختلف أنواع المعارف الإنسانية التي تمكنهم دون سواهم في المستقبل تسيير دفة الأمور في البلاد .
(ب) إعداد طبقة من سكان البلاد الإفريقية إعداداً فكرياً ونفسياً واجتماعيا ليكونوا في خدمة المستعمرين والمبشرين وذلك حتى يمكن نشر المسيحية على أوسع نطاق .
( ج)تنصير أكبر عدد ممكن تنصيرا ً مباشرا وذلك حتى تتغير التركيبة السكانية نهائياً في صالح النصرانية وقد وضعت القوى الصليبية مخططاً حاذقاً لهذا الأمر كما يبين مؤتمر القاهرة التنصيري الذي عقد سنة 1906م والذي وضع توصيات محددة للتنصير الصريح للمسلمين في أفريقيا حين أوجب على المنصر أوالمنصرة واجبات ملزمة نذكر بعضاً منها وهي :
(-) تعلم اللهجات المحلية ومصطلحـاتها .
(-) مخاطبة العوام على قدر عقولهم .
(-) العلم بآيات القرآن ومعرفة الإنجيل .
(-)دراسة القرآن الكريم للوقوف على....مافيه .
(-)إقناع المسلمين بأن النصارى ليسوا أعداء لهم .
(6) زيارة المنصرات لبيوت المسلمين والاجتماع بالنساء وتوزيع المؤلفات والكتب التنصيرية.
كذلك في ذات السياق كان الأسقف(ديل) قد خاطب المؤتمر السادس لإرسالية الجامعات لوسط إفريقيا (UMA)المنعقد سنة 1896م بضرورة تعلم القرآن الكريم وقرائته بطلاقة كما يفعل المسلمون وذلك حين لمس جهل المبشرين الفاضح في شرق إفريقيا حين كان يواجههم علماء المسلمين في الاجتماعات العامة في ممبسا وغيرها من بلدان شرق إفريقيا.
6)من أهم ما قام به المستعمرون في محاولة طمس الهوية الإسلامية للدول الإفريقية المسلمة وغيرها من فرضهم لطريقة حياتهم ونظمهم الغربية(العلمانية)المنفلتة عن الدين أصلاً فأشاعوا طريقة حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تلك البلاد المغلوبة على أمرها بغية تغريبها (وعلمنتها)وفصلها عن تراثها الإسلامي وهذا أمر يطول شرحه ولكن المستعمرين أفلحوا حقيقة في تخريب كثير من المجتمعات الإسلامية وهز ثوابتها وذرع إسفين بينها وبين ماضيها العريق حيث كان الإسلام يشكل نظام الحياة كلها وكان هو الدين والدولة حيث كانت الدنيا مطية الآخرة والطريق لها وقد حاولت الحركات الإسلامية الجادة في القرن التاسع عشر والتي أشرت إليها أعلاه وصل المسلمين بماضيهم ولمن الصليبيين لأدركوا ذلك فسلطوا عليها الاستعمار وأجهضوا المحاولة التي كانت إن تنجح خاصة في الجزائر.
*كل ماذكر أعلاه يصلح لأن يكون خلفية للوسائل الحديثة التي اتخذت لتنصير المسلمين خاصة ولاختراق صفوفهم في الفترة الاستعمارية وما يعادلها.
2)بعض وسائل التنصير الحديث في أفريقيا:
أولاً: قبل البحث في هذه الوسائل لابد من الإشارة لبض التنبيهات:
*الوسائل التي اتخذها النصارى للتنصير وسط الحاضر و(تحت قاعدة أن لم تستطع تنصيرهم فدمرهم)وكذلك اتخذ المبشرون كل وسيلة ممكنة لإبعاد المسلمون من دينهم.
*رغم كل هذا الجهد الجبار من قبل الحلف ألتنصيري الاستعماري ضد المسلمين فإنهم لم يفلحوا في تحقيق النتيجة التي يصبون إليها ، فرغم كل شئ استغلت الجزائر 1962م وطردت الفرنسيين ورغم اللسان العجمي الذي أفلح الفرنسيون في فرضه خلفا للسان العربي المبين خرجت جماهير الجزائر المسلمة غداة اتفاقية (أيفيان )في مسيرات هادرة وهي تنشد (يا محمد مبارك عليك الجزائر رجعت إليك) وكذلك نجحت ثورة الدراويش بقيادة الثائر العالم المسلم محمد بن عبد الله الحسن في شمال الصومال سنة 1912م وأجبرت الإنجليز على على ترحيل المبشرين من شمال الصومال إلى مناطق أخرى كما أن الثقافة الإسلامية رغم كل شئ ظلت هي ثقافة الناس القومية وكانت سلاحهم في مقاومة الاستعمار بل الأغرب من ذلك أنه في واقع الأمر قد ازداد انتشار الإسلام في بعض مناطق إفريقيا خاصة في مناطق كينيا ويوغندا وتنزانيا تحت الوضع الاستعماري مستغلاً استقرار الأمن وازدهار التجارة وتعبيد الطرق،وانتشر بقوته الذاتية بواسطة التجار والعلماء وربما تمثل مجهودات الشيخ محمد الأمين القرشي في جبال النوبة في السودان دليلاً ساطعاً على ذلك.
*هذا التمسك من جانب المسلمين بدينهم وهويتهم رغم كل ماحدث يفسر إلى حد كبير اتخاذ المنصرين لوسائل خفية وغير مباشرة لتحقيق مآربهم ويفسر يأس أكبر رواد التنصير في العصر الحديث صمويل زويمر الذي ترأس مؤتمر القدس أيضاً سنة 1935م ذلك المؤتمر الذي أعقب مؤتمر المسلمين الذي قاد الحاج أمين الحسني في القدس أيضاً سنة 1931م،حيث يذكر ذلك المبشر صموئيل زويمر بالنص (إن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ، ليست إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريما ، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقاً ٍلاصلة له بالله وبالتالي فلا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتهم ، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية ).
*إذن تغير الدافع من نشر النصرانية إلى تدمير المسلمين وقطعهم عن هويتهم بأي وسيلة ممكنة وفي الواقع أن النصارى ينطلقون من الحقد الصليبي الأسود على الإسلام الذي مثلته إيطاليا في طرابلس الغرب وفرنسا في تونس والجزائر وانجلترا في جنوب السودان والغريب في الأمر أن النصرانية ليست لها سلطة تذكر في أوروبا فقد انقلبت عليها الدولة وسحبت من تحتها البساط منذ أن رفع ثوار الثورة الفرنسية شعار (اشنقوا آخر إقطاعي بأمعاء آ خر قسيس)ومنذ الانفصام الشهير بين الكنيسة والعلم في أوائل عهد النهضة كما أن الكنيسة فشلت في تقديم أي حلول للمشكلات الاجتماعية والأخلاقية والخطيرة في المجتمعات الأوروبية فوقفت عاجزة أمام سيل العلمانية الجارف والانحدار الأخلاقي المريع ووقفت عاجزة أمام انتشار جرائم القتل والمخدرات والانتحار والتفكك الأسري والاقتصادي واللواط بل إن كثيراً من دول أوروبا ومنها إنجلترا قننت الشذوذ وأباحته بإصدار القوانين التي تبيح زواج الرجل بالرجل الخ ورغم عجزها هذا لم تفلح إلا في عداء الإسلام والكيد للمسلمين ومحاولة تنصيرهم حتى ولو أدى الأمر إلى تحالفها مع اليهود أعدائها التاريخيين والعقائديين كما يحدث الآن ، وتركت أوروبا نهباً للإلحاد والفساد.
*يلاحظ أن حركة التنصير المعاصرة وخاصة بعد مؤتمر جلين أري بولاية كلورا دور 1978م قد قيمت الوضع من جديد وأدت مرة أخرى لمحاولة التنصير المباشر في ديار المسلمين وذلك بعد أن كادت تيأس في مؤتمر القدس 1935م قد نجح في ضخ جرعة علمانية مركزة وسط المسلمين ساعدت في هز ثوابتهم وصرفتهم عن الانتباه لما يحاك لهم كما أن الوسائل التنصيرية الخفية قد باتت تؤتي أكلها خاصة فيما يختص بالاحتواء السياسي لصانعي القرار وتكوين الطبقة العلمانية النافذة في الدول الإفريقية المسلمة وكذلك التصاق المسلمين بالحياة الغربية والتحدث والتقنية الحديثة الغربية مما جعل حركة المجتمع تسير وفق التخطيط الاستعماري الماكر حتى بعد خروج المستعمر نفسه ،ولذلك ولذلك نجد مؤتمر كلورا دور يعلنها صراحة أن (الفرص مواتية لتنصير المسلمين في العالم خاصة ,أن المسلمين متفرقون ويعانون من عدة مشاكل وأن هناك انفتاحا جديداً بين كثير منهم نحونا).
*و لعل هذا يفسر الطفرة الكبير للتنصير في أفريقيا وسط المسلمين وغيرهم حيث تذكر الإحصائيات أن النصارى الذين كان عددهم في أول القرن حوالي المليون فقط في إفريقيا كلها قد وصل الآن (التسعينات) إلى أكثر من ثلاثمائة مليون وكل هذا النجاح في غالبه على حساب الديانات الوثنية التقليدية التي كانت فيما مضى ميدان النجاح الإسلامي وقوته الذاتية التي لا تبارى كما أنها تفسر الجهد نجاح الخارق للمبشرين الذين يدافعون عن باطلهم مستغلين غفلة المسلمين كما أنها تفسر نجاح الوسائل الخفية الحديثة التي هي في معظمها عملية (غسل دماغ)لتنفير الإفريقيين من الإسلام الذي لم يجد القوة الفاعلة التي يمكن أن نقدمه لأولئك الذين أوقعهم حظهم في براثن النصرانية وإن كانت هذه الإحصائي التي قد تكون نوعاً من الدعاية والمبالغة المقصودة كغيرها من الفريات الكثيرة التي أطلقها المنصرون.
*أخيراً ينبغي أن نذكر إن وسائل التنصير قديمة و كثيرة ومتعددة ولكن نكتفي هنا بتلك الوسائل الحديثة التي اتخذها التنصير في الفترة الأخيرة والتي تبدأ من الهجمة الاستعمارية في القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحاضر وحتى هذه سوف نأخذ قدراً يسيراً منها مركزين على الأهم كما أنه تجدر الإشارة إلى أن هذه الوسائل تنقسم إلى صريحة وتقليدية كتلك التي تأخذ سبيل الجدل المباشر والسفسطة والتشكيك والاقتضاب أو الطريقة القسرية المتمثلة في الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش والغزوات والاحتلال والاختطاف وإن كان بعض من هذه كان قبل فترة الاستعمار إلا أن بعضها ........في العهد الاستعماري وأيضاً هناك الوسائل الخفية كتلك التي تعتمد على التنصير غير المباشر الذي تقوم به البعثات الدبلوماسية ومنظمات الخدمات الاجتماعية والجمعيات الطوعية التي تتخذ أسماء عدة تخفي نشاطها ألتنصيري تحتها ومن أهم هذه المنظمات تلك التي تقوم بالخدمات الصحية والتعليمية وتعمل في ميادين درء الكوارث وغير ذلك من المسميات ،وينبغي كذلك أن أذكر هنا أن التنصير الصريح مباشر في الوقت الحاضر موجه إلى حد كبير لغير المسلمين وإن لم تخل منه ديار الإسلام بينما يوجه التنصير الخفي والمستتر للمسلمين أكثر من غيرهم وهنا ينبغي الإشارة إلى حد كبير لغير المسلمين وإلم تخل منه ديار الإسلام بينما يوجه التنصير وسط المسلمين فهو خطر داهم وحقيقة.
ورغم أن الله سبحانه وتعالى وعد بحفظ كتابه ودينه القويم إلا أنه لم يضمن للمسلمين أن يقيم جميعاً خطر الردة والكفر ورغم الإيمان القاطع بأن الخير في أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وأن الله سبحانه وتعالى لن يسلط عليه عدوا يستبح بيضتها (أي قلبها في مكة والمدينة وحولها .......أطراف ديار الإسلام)إلا أنه يمكن أن يرتد بعض المسلمين الذين لم يتعمق الإيمان في قلوبهم والذين يعتنقونه اسماً ولا يمارسونه شعائر أويطبقونه سلوكاً وهؤلاء قد يوجدون في بلاد الإسلام خاصة أولئك الذين انسلخوا من جلدتهم الإسلامية بفعل (غسيل الدماغ)المستمر الذي تقوم به الهجمة العلمانية الشرسة هذه الأيام وحتى في الأيام الأولى للإسلام حدث أن تنصر عبيد الله بن جحش في الحبشة وجبلة بين الأيهم ملك الغساسنة في عهد عمر رضي الله عنه في القصة المعروفة كما تنصر بعض من العرب (المورسيكيين )في الأندلس الذين أوقعهم حظهم العاثر في قبضة محاكم التفتيش الإسبانية بعد سقوط مملكة غرناطة 1492م.
· الاحتواء السياسي: دأبت الإرساليات المسيحية في إفريقيا للتأثير على القادة السياسيين لكسب عطفهم ومن ثم يفسحون المجال لهم للعمل بحرية كما أن أغلب الدفعات الأولى من الطلبة في مدارس التبشير كانت من أبناء الزعماء والشيوخ والرؤساء المحليين ومن الطبقات المتميزة في المجتمع وبعد التخرج يعمل هؤلاء رؤساء وموظفين مسئولين ونافذين في حركة الدولة خاصة بعد أن خرج المستعمر وخير مثال لذلك البوبوك سنغور في السنغال وجولويوس نيريري في تنزانيا وتحت مظلة أمثال هؤلاء تستطيع الكنائس أن تمارس التنصير الظاهر والخفي وسط المسلمين وغيرهم ومن أمثلة الدعم والاحتواء السياسي والتي برع فيها الكاثوليك أخيراً ،زيارات البابا المتكررة لإفريقيا منذ عام 1969م وهذه الزيارات أظهرت أنه أصبح لأفريقيا أولوية معتبرة لدى البابوية وقد أعطت هذه الزيارات زخما النشاط الكاثوليكي في أفريقيا.
· أموال الكنائس:لعل الكنائس الأفريقية في بعض أقطار إفريقيا تعتبر أغنى المؤسسات فقد حصلت هذه الكنائس على الأراضي الشاسعة الخصبة في الاستعمار حتى أصبحت من أكبر ملاك الأرض في كل من يوغندا ورواندا وكينيا والكنغو وانجولا وموزنبيق وملاوي وغيرها ثم بعد الاستعمار وغيرها ثم بعد الإستعمارأصبح يأتيها الدعم الخارجي من الكنائس والبلدان الأم في إيطاليا وفرنسا وإنجلترا أو أمريكا وغيرها والمال هو عصب الحياة والنشاط وهو أكبر معين للحركة للحركة وقد استعاد الكاثوليك الذين يتمتعون بالتنظيم الحسن أكثر من غيرهم هذه الأموال فغمروا إفريقيا من رأس الرجاء الصالح حتى الصحراء الكبرى بأضخم جهاز كنسي عرفته القارة حددته الإحصائيات (1980م)بأنه بلغ أكثر من 327 وحدة أو أسقفيات لكل منها قساوستها وحدودها المرسومة التي تعمل بها ويمكن أن تتضح لنا ضخامة الأموال التي تمتلكها الكنائس وإذا علمنا أن مجموع دخلها في منتصف عام 1998م بلغ 97 بليون دولار ولكن لكل العالم.
ولاشك أن لإفريقيا نصيب الأسد من هذا الدخل المهول وذلك لاهتمام الكنيسة بإفريقيا عاماً بعد عام يكفي أن أشير للجدول أدناه والذي يرصد النشاط البروتستانتي في إفريقيا عاماً وإذا علمنا أ هذا النشاط دون الكاثوليكي في المقدرة والتنظيم والحماس ومن ثم المحصلة النهائية لعرفنا كيف أفادت تلك الأموال الطائلة الكنائس في عملية التنصير في إفريقيا والجدول هو:-

الجمعية
عدد الإرساليات عام 1958م
كنيسة الميثاق المعمداني
40
كنيسة المشيخية المتحدة
1293
كنيسة المشيخية الأمريكية
504
كنيسة الموديين المتحدة
1432
كنيسة الأسقفية
39
كنيسة يسوع المتحدة
496
كنيسة الميثاق الجنوبية
1186
جمعية الإرساليات الأجنبية الإنجيلية
4688

*ويلاحظ أن هذا الجدول قديم نسبياً وقد رصدته نشرة أصدرها المركز الإفريقي بالخرطوم عام 1985م ورغم بعض المؤثرات السالبة التي بدأت تظهر في إفريقيا بالنسبة للنشاط الكنسي حيث نما شعور وطني مضاد في بعض الأقطار الأفريقية إلا أن أموال الكنائس كانت ولاتزال قوة دفع للنشاط ألتنصيري.
3) وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري:
وهذه من أهم الميادين التي استغلتها حركة التنصير في إفريقيا لتنصير المسلمين وغيرهم وهي تشمل الإذاعة والتلفاز والسنما والفيديو والكاسيت والنشرات والدوريات والمجلات وكافة أنواع المطبوعات ووجهت كلها بطريقة مدروسة ودقيقة بحيث تتجه نحو الإفريقي موضوع في كثافة وتنوع منقطع النظير ومن ثم تخدعه لعملية إعادة تشكيل عقلي أو غسيل دماغ مستمر لايفيق منها ليل نهار بل وأكثر من ذلك بكل لهجاته المحلية والقبلية ولغاته المعروفة ومن الصعب متابعة هذا الجانب من وسائل التنصير ولكن يكفي للتدليل على مدى خطورته أن نعرف أنه في وقت من الأوقات وحسب الإحصائيات كان نصيب كينيا وحدها من النشرات والدوريات الكنسية الموجهة 17نشرة بعضها شهرية وبعضها نصف شهرية وبعضها ربع سنوية ونصيب تنزانيا 30نشرة ونصيب يوغندا 22 نشرة وهذا عدا الإذاعات ومحطات التلفزيون الموجهة الرسمية منها وغير الرسمية التي تعمل كلها في اتجاه التنصير الصريح والخفي ويمكن أن نقيس على ذلك بقية الأقطار الإفريقية خاصة جنوب الصحراء.
4)التعليم:
وهذه هي أنجح وسيلة اتخذتها الكنيسة للتنصير الظاهر والخفي وقد لجأت إليه الكنائس في المقام الأول وكانت تقدمه للمنتصرين خدمة مجانية إذ كان يساعد في قراءة وفهم الإنجيل ولم يكن التعليم للتعميد فحسب بل كان يضمن للدارس الوظيفة الحكومية فعند دخول الاستعمار كانت مدارس الكنائس تخرج الأطباء والمهندسين والمعلمين وقادة المجتمع وقد انقسم التعليم في العهد الاستعماري إلى ثلاث أقسام في بلاد المسلمين وغايته ذات شقين فمن ناحية يخرج لكوادر المساعدة التي تقوم بالأعمال الوسيطة في الجهاز الحكومي تحت قيادة الأجانب ومن ناحية يفصل المتعلم عن تراثه القومي الإسلامي والسعي لصبه في قالب الحضارة العلمانية الأوروبية التي تقوم بأعمال الوسيطة في الجهاز الحكومي تحت قيادة الأجانب ومن ناحية يفصل المتعلم عن تراثه القومي الإسلامي والسعي لصبه في قالب الحضارة العلمانية الأوربية التي لاتعتمد على الدين ولا تأبه له ومن ثم تخرج طبقة هجينًا في ثقافتها وميولها بل أشبه بالمنبت لا أرضاً قطع ولاظهراً أبقى فلا هو واقف على أرضية ثقافته الإسلامية التي نشأ عليها بما فيها من نقص في العلوم التجريبية الحديثة ولا هو متأطر تأطراً كاملاً في ثقافة وحياة الغرب ولذلك ظهرت طبقة مترددة في مواقفها وميولها بل وأخطر من ذلك أن الاستعمار ربط هذا النوع من التعليم بالتطور الاجتماعي والمادي والثقافي للمتعلم ولهذا فقد اتجهت إليه جموع الشباب المسلم طلباً للوظيفة والمراكز الاجتماعية المرموقة وقد اقتضت برمجة التعليم المدني الحديث وضعه في سلم معين يبدأ من رياض الأطفال وينتهي بالتعليم العالي في الجامعات وقد وضعت مناهجه بطريقة حاذقة بحيث تكسب الشاب المسلم قشور الثقافة الوافدة دون النفاذ إلى لباب التقدم العلمي الأوروبي أي دون تخريج علماء حقيقيين في علوم الطب والفلك والرياضيات بحيث يستطيعون منافسة علماء أوروبا في مجال الاختراعات والفتوحات العلمية الحديثة التي اتصلت الآن بثورة التقنية الحديثة بل كان العالم الإسلامي ولا يزال عالة على الحضارة الغربية في هذا الميدان وغاية ما وصلنا إليه هو تحصيل الفلسفة الغربية العلمانية وإجاد لغاتهم ثم اقتضى بالضرورة التشبه بهم في الزى والكلام والعادات مما زاد من غربة المتعلمين وغربة الطبقة النافذة في المجتمع عن جذورها الإسلامية السامية بل إن المبشرين ومن معهم الذين وضعوا أسس هذا التعليم في ديار الإسلام حرصوا على تغيير نفسية الطفل المسلم لتتجه اتجاهاً غربياً نصرانياً ، فكانت المدرسة وطريقة الجلوس فيها أشبة بالجلوس في الكنيسة وقبتها أشبة بقبة الكنيسة وأجراسها التي تنبه للمواعيد أشبة بجرس الكنيسة ، أما القسم الثالث فهو التعليم الإسلامي التقليدي الذي انحصر في دراسة القرآن وعلومه في الخلاوي والمساجد وعزله عن الحركة المجتمع الفاعلة في الدولة والاقتصاد والنفوذ وهمش حملته عن قصد وانعكس الوضع في ديار الإسلام فبعد أن كان العلماء قديماً هم أهل الحل والعقد أصبح لا نفوذ لهم في دول الإستعمارالعلمانية في إفريقيا حتى بعد أن سقطت هذه الدول سياسياً.
ورغم هذه الصورة فإنه بحمد الله ابتدأت الآن بعض دول الإسلام وشعوبه تتحسس طريقها للرجوع لأصالتها وتراثها الإسلامي المجيد فبدأت حركة صحوة إسلامية وردة على الهجمة العلمانية الغربية وبدأ يظهر أمام الناس أنه لا خلاص إلا بالرجوع إلى الإسلام ولايعني ذلك إغفال مفاتح القوة والتقدم الموجودة الآن في العلم التجريبي الأوربي الذي كانت أوروبا نفسها قد ورثته من المسلمين وعلى كل فإن التعليم المدني الحديث ومعه تعليم الإرساليات كان ولا يزال من أخطر أسلحة النصرانية إما لبث التنصير الصريح أو لتغريب المجتمعات المسلمة وعلمنتها وفصلها عن تراثها ودينها الإسلامي.
5)الخد مات الصحية والاجتماعية:
وهذه تشمل المصحات والمستشفيات التي تقدم الرعاية الطبية مقرونة بالتنصير وقد حرصت الإرساليات المسيحية أن تلحق بكل أسقفية مستشفى للعناية بالمرضى وأحسن المستشفيات في يوغندا مثلاً كانت تلك التي تتبع للكنائس وهذه المستشفيات توجه همها للمسلمين وتعني بهم عناية فائقة ولكنها تدس السم في الدسم فتعرض عليهم جرعات تنصيرية بواسطة أشرطة الكاسيت والنشرات الدعائية وربما المحاضرات وهذه المستشفيات التي أنشأها المستعمر تقتبس أطراها التنظيمية والعلاجية من الكنيسة والغريب في الأمر أننا حتى الآن وفي بلد كالسودان نسمي الممرضة (أخت)SISERونسمي الطبيب الأخصائي مستر MR وعلى كل فإن الخدمات الصحية كانت ولاتزال في بعض بلاد الإسلام في أفريقيا بابا من أبواب التنصير فبجانب ماأشارت إليه نجد زيارات الراهبات المنتظمة للأسر بدعوى العلاج والتطبيب وتوزيع الغذاء واللبن للأطفال والتلاميذ في الفترات الصباحية وتقديم الهدايا واللعب والملابس السنوية.خاصة كسوة الشتاء وفي أيام الأعياد وخلاف ذلك من الخدمات الصحية والخدمة الاجتماعية المتصلة بها ونختم هذه الفقرة بتأكيد مؤتمر جلبن أري بكولور رادو المذكور أعلاه ،على أهمية الخدمات الصحية والاجتماعية بوصفه مدخلاً ممتازاً للتنصير وسط المسلمين.
6)الكوارث :
وهذه تنقسم إلى طبيعية كالزلازل والفيضانات والجفاف والتصحر وأخرى من صنع البشر كالحروب وقد استغلت المنظمات الكنسية هذه الكوارث لتحقيق مآربها التنصيرية وسط المسلمين مستغلة لحظة الضعف الإنساني التي يكون دافع الحياة فيها هو الأقوى،خاصة عند ضعفاء الإيمان وحديثي العهد بالإسلام ،فما حدثت كارثة في ركن من أركان أفريقيا،إلا تنادت هذه المنظمات تحت أسماء كثيرة ولها بريقها الخادع مثل (أطباء بلا حدود)وغيرها من الأسماء ولابد من الإشارة هنا إلى أن مؤتمركلورادور 1978م المشار إليه أعلاه قد نص صراحة على استقلال ظروف الحروب الداخلية والخارجية في أفريقيا وغيرها لدفع جهود التنصير.
يقول سبحانه وتعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ولذلك فإن المستقرئ لتاريخ الصراع بين المسلمين والنصارى كما توضح هذه النبذة المبتسرة يتضح له كيف تتجلى هذه الآيات الكريمة التي هي قلب الحقيقة فإن النصارى كانوا ، ولا يزالون ،يكيدون أشد الكيد للإسلام والمسلمون وقد بلغ بهم الحقد حد التحالف مع أعدائهم اليهود وهم ليزالون سادرون في عداوتهم ومحاولاتهم الخفية والظاهرة لضرب الإسلام وتنصير المسلمين معتمدين في ذلك على صولجان القوة وسلطان المال ولا سبيل لمواجهتهم إلا بتكاتف المسلمين ووقوفهم صفاً واحداً ضد أعدائهم ومواجهتهم بشتى الأسلحة المتاحة في المعركة الشرسة الدائـرة ولعــل من المفيد تذييل هـذه الـورقـة ببعض المقترحـات والتوصيــات وهي:
1. القوة السياسية والمادية: لابد لابد أن تستند القوة السياسية الفاعلة في المجتمع والمواجهة له، على الإسلام ولابد من وجود الحاكم المسلم بأي مسمى جاء سواء كان خليفة أو إماماً أورئيساً فلو استطاع هذا الحاكم حسب الظرف المتاح له أن يطبق شرع الله ويجعل من الإسلام دينا ودولة كما كان أصلاً فذلك هو المبتغى والمطلوب وإذا عجز عن ذلك فليكن توجهه إسلامياً أوله تعاطف مع الإسلام حتى ولو كان من دافع الوطنية بحسبان أن الإسلام هو دين السواد الأعظم من ناحية مواطنيه ويا حبذا لو اقتنع بأن تأييده للإسلام هو نوع من حسن السياسة حتى لوكانت بغيته هي السلطة لذتها فلو اقتنع بأن تأييده للإسلام من صالح استمراره في ألسلطته فهذا خير من لاشئ وخير من الحاكم المعادي أصلاً للإسلام والمتشرب نهائياً بثقافة الغرب حتى لوحمل اسماً إسلامياً والطبع فإن صلاح الرعية من صلاح الراعي الله يزغ بالسلطان ولايزع بالقرآن كماقيل فإن السلطة التي يبديها القرار الناجز تستطيع أن تمهد وتمكن للإسلام وعند ذلك يمكن أن تنتهي كل المظاهر السالبة في المجتمع من تنصير وعلمنة خاصة وأن التركيز الآن من جانب النصارى على تقريب المجتمع المسلم وإغراقه بالمفاسد مستغليين ثروة التقنية والاتصالات الحديثة التي من آخر صيحاتها شبكة الاتصالات Inter Net.
2. من المهم جداً توحيد برامج التعليم ومناهجه في ديار الإسلام فلا بد أن تعتمد هذه المناهج على قيم الإسلام فالمناهج هي التي تصنع الرجال وقيم الإسلام هي وحدها الكفيلة بتخريج جيل يعتمد عليه وهي وحدها التي يمكن أن تكبح جماح هذا التقدم المادي الجامح والجانح ولكن هذه النقطة ربما لاتتأتى كاملة في هذا الزمن إلا إذا تحققت النقطة الأولى وأول أبجديات الإصلاح في هذا الحقل هوا لعناية بكتاب الله إلم يكن حفظاً وفهماً فليكن حفظا وخاصة بالنسبة للأطفال حتى تنار قلوبهم بنور القرآن فتكون محصنة من كل زيف وضلال ولذلك لابد من الرجوع ٍللخلاوي ومدارس القرآن ٍتلك الركيزة التي حفظت الإسلام عبر القرون ولا يصح هذا الأمر إلا بما صلح به أوله فالسلف الصالح كانوا يوجهون همهم الأول القرآن فبالقرآن سادوا الأرض وحملت كتاب الله هم قوام الليل وفرسان النهار وهم الذين دكوا حصون الجبابرة عبر التاريخ فلماذا لانجتهد في تعليم أطفالنا القرآن أولاً قبل أي شئ آخر وقد كان من الممكن حتى وقت قريب أن يحفظ يحفظ الطفل القرآن عن ظهر قلب وهو دون الثامنة فلماذا نستعجل النتائج في التعليم ٍ؟ إذ يمكن بل ومن الأحسن لو تخرج الطالب من الجامعة وعمره سبعة وعشرون عاماً ولكنه يخرج صالحاً عاملاً حافظاً لكتاب الله ثم بعد ذلك طبيباً أو مهندساً أوعالماً فلابد إذاً من الرجوع إلى أسبقيات الأمة الإسلامية فما عند الله سبحانه وتعالى بالعلماء المهندسين والأطباء بل عني بحملة كتابه وعلماء دينه عندما قال وهو أجل من قائل (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وماسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً بالشريف إلا حملت كتاب الله إذ ورد في الحديث مامعناه (أشراف أمتي حملت القرآن ) كما قال :
3-الإعلام: لابد من إنشاء جهاز إعلامي فاعل مستند على معطيات العصر المسموعة والمرئية والمقروءة وبطريقة علمية راشدة تواجه إعلام الظلال وتناطحه حتى في عقر داره فالنصارى الآن لا يواجهون الإسلام بتعاليم النصرانية بل بالحقد وتشويه الحقائق والكذب والتلفيق ويمكن أنه لو وجد إعلام إسلامي راشد أن يستغل ظروف ثروة الاتصالات الحديثة ويبين حقائق الإسلام الرشيدة لغير المسلمين خاصة الوثنيين أوالدين تفلتوا من النصرانية في أوروبا وأصبحوا ملحدين أو حتى حائرين أوحتى حائرين ولا يدرون ماهم فاعلون فالنصرانية حقيقة ليس لها ماتعطيه و حتى لوكانت هي المسيحية التي نزل بها سيدنا عيسى عليه السلام فهي على حد اعتقادنا نحن المسلمين دين فترة ودين منسوخ جبه الإسلام في تعاليمه فلا يصح للبشرية جمعاء ولا لكل زمان بل هو أساساً دين مؤقت في حيز معين ولذلك فهو لا ولن يصلح إذ أنه فقد سره وتأثيره الاصطلاحي مع رفع سيدنا عيسى إلى السماء وأفسح المجال للرسالة الخاتمة وهذه حقيقة جوهرية وعلى كل فإن الإعلام الواعي يمكن أن يوضح الحقائق الثابتة وهي حقائق تظهر بجلاء أن الخلاص الفردي والجماعي للأمم والشعوب في الدنيا والآخرة هو الإسلام خاصة في زماننا هذا فقد عم الوعي وتكسر أمواج الزيف والضلال على صخر الحقائق الثابتة إذ انتهت كل الأفكار التي من صنع البشر كالشيوعية والوجودية والنازية والدار ونية وحتى القومية المتعصبة وحتى الديمقراطية الليبرالية وإلى غي ذلك وهذه حقيقة جعلت الكثيرين خاصة في أوروبا يتلفتون يمنه ويسرة بحثاً عن الإنقاذ ولعل إسلام بعض العلماء الأوربيين وحماسهم لهذا الدين أمثال روجيه جار ودي ، يكون دافعاً لبث ‘إعلامي رشيد بين الأوربيين عندئذ يواجه الإسلام النصارى في عقر دارهم بما يمكن من سحب البساط من تحت أرجل المبشرين في أفريقيا وديار الإسلام.
4) لابد من الدعم المالي والقوى المادية لها أهميتها في هذا الصراع وما نجحت المنظمات الكنسية في أفريقيا إلا بالقوة المادية التي فاقت ميزانيات دول البترول العربية مجتمعة والمال هو عصب الحياة لكل شئ وهو الذي يمكن منظمات الدعوة الإسلامية المختلفة من مواصلة عملها.
5)وهذه تعتمد على النقطة 4 أي توفير المال اللازم الذي يمكن أن تنفذ بواسطته أساليب مبتكرة لأسلمه المجتمعات الإفريقية ومحاربة التنصير والتغريب فيها خاصة تلك المجتمعات الأفريقية الهامشية والرخوة في إسلاميتها وفي تفكيري أن أهم هذه الأساليب المبتكرة هي المسجد الشامل الذي يخلط الدين بالدنيا فيكون به المسجد للصلاة وبه المستشفى للعلاج ويكون مستشفى كامل التخصصات وبه المخازن والحوا ميل التعاونية المليئة بكل مستلزمات المواطنين التموينية وبه مكتبة غنية بشتى الكتب والمجلات الرصينة وبه قاعات محاضرات وخلافهم. كذلك فإنه ينبغي مواجهة حركات التنصير بنفس سلاحها أي وجود الفريق المتكامل من علماء الإسلام والأطباء والمهندسين والمتخصصين كل في مجاله والذين يعملون فريقاً واحداً متجانساً ومنسجماً ولعل من أهم الأساليب الحديثة التي أشار إليها مؤتمر جلين أي بكلور أدور المشار إليه أعلاه وجود هذا الفريق المتكامل لدفع عمليات التنصير في أفريقيا.
6) يتبع ذلك تقديم خدمات ثقافية من محاضرا وندوات وأفلام وكتب ونشرات وكذلك إنشاء مستوصفات علاجية وخدمات مياه وإنشاء صيدليات شعبية في مناطق فقراء المسلمين وغيرهم وتوفير الدواء والغذاء بأسعار زهيدة فالجائع لامنطق له.
7) يمكن استنفار الدول والهيئات والمنظمات والجماعات الإسلامية للقيام بدوره لنصرة الإسلام فالحرب الصليبية لم تنتهي بعد وقد كذب الولورداللنبي عندما قال ذلك،ويا حبذا لودعمت منظمة المؤتمر الإسلامي ووعت دورها التاريخي الماثل .





المصادر:
أولاً المراجع العربية:
1. د.أحمد شلبي :موسوعة الحضارة والتاريخ الإسلامي.
2. الشيخ محمد أبو زهرة محاضرات في النصرانية.
3. د.حسن مكي محمد أحمد:المشروع ألتنصيري في السودان.
4. ن.س أرنو لود(ترجمة حسن إبراهيم حسن :الدعوة إلى الإسلام ).
5. حسن إبراهيم حسن : انتشار الإسلام في أفريقيا.
6. هوبير ددثنيان (ترجمة أحمد صادق)الديانات التقليدية في إفريقيا السوداء.
7. د. محمد عثمان صالح :النصرانية والتنصير أم المسيحية والتبشير.
8. إسماعيل علي أحمد ياغي ومحمود شاكر: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر ج2
9. جاك مندلسون (ترجمة إبراهيم أسعد محمد(الرب والله ووجود الأديان في إفريقيا المعاصرة.
10. د. عبد الرحمن أحمد عثمان:ورقة مقدمة للمركز الإسلامي الخرطوم 1985م بعنوان النشاط المسيحي في أفريقيا.
11. د. محمد أحمد عبد الهادي: الخدمة الاجتماعية في مجال الدعوة والإغاثة لإسلامية –القاهرة 1995م.
12. التنصير:خطة لغزو العالم الإسلامي :الترجمة الكاملة لأعمال المؤتمر التبشيري الذي عقد في مدينة جلبن أيري بولاية كلورادو في الولايات المتحدة سنة 1978م نشرته دار مارك لنشر بعنوان :The Gospel and Islam A1978Compedium.
13. معجم السرمديين:بغداد 86/1987.
14. صحيفة الرأي العام العدد 223والعدد260الخرطوم مارس 1998.
15. مجلة دراسات إفريقية مركز البحوث والدراسات الإفريقية جامعة إفريقيا العالمية الأعداد :
· الخامس يونيو 1989م
· السادس يناير 1990م
· السابع يونيو1990م
· الحادي عشر يونيو994م
· السابع عشر يونيو 1997م
· التاسع عشر يونيو1998م

ثانياً: المصادر الأجنبية
i. A.symposium: African Religions.
ii. George Bond: African Christianity-1979.
iii.World Christian Encyclop 1978
iv. Encylop Britanica.Vols.1.15
v.The New Cartoon Encyclop-Vol No
vi. Historical Atlas Africa.






 
عودة
أعلى